
منذ ما يقرب من خمس ألاف عام كان هناك عيد هام واحتفال يقام في كل المعابد وكل الشعب وأستمر حتى وقت قريب، حيث يأتي بشائر الفيضان من النيل الأزرق من جبال الحبشة وكان المصريون القدماء لا يدركون من يأتي النيل ،حسبما أكد مجدي شاكر كبير الأثريين لـ”نبض العرب” .
دمعة المعبودة “ايزيس”:
قال شاكر ، أن المصريون كانوا يعتقدون أنه ينبع من كهف في جزيرة “بيجه ” في أسوان من دمعة المعبودة “ايزيس” على زوجها “أوزريس”وتسمى بـ ليلة “دمعة إيزه” أو “نقطة إيزه” 11 بؤونة ، حيث تنسب بعض الأساطير المصرية فيضان النيل إلى بكاء ” إيزه “حزناً على مصرع زوجها الشهيد ” أوزير”، فكانت دموعها هي مصدر مياه النيل،وكلما هطلت الدموع من عينيها غزيرة تساقطت في النهر وإمتزجت بمياهه فيحدث الفيضان.
ليلة النقطة ووفاء النيل:
وأضاف شاكر،أن الرؤية الموضوعية لليلة النقطة، فهي أنها احتفالية ببواكير بداية فيضان النيل إســتدلالاً على ذلك من ظهور النجم “سبدت” الشعري اليمانية في سماء مصر، بعد فترة غياب،حيث لاحظ المصريون تكرار قدوم الفيضان في فترة يظهر فيها ذلك النجم وربط الكهنة الفالكيين ذلك في مراصدهم الفلكية في مدنية أون أن نجم الشعري اليمانية الذي يتبع مجموعة آريون حيث يظهر ويلمع ولكنه يحترق مع ظهورأشعة الشمس بما يسمى بالاحتراق الشروقي مما يبشر بقدوم الفيضان ويعلنون ذلك للشعب ويستمر الفيضان حتى يبلغ منتهاه في النصف الثاني من أغسطس حيث يقام الاحتفال الأكبر بما يسمى بعيد وفاء النيل وقد تغنى الشعراء عندهم بالنيل (عندما يفيض النيل على الوجهين تمتلئ المخازن بالحبوب وتتوفر حاجات الفقراء ) .
وسجل العيد في قائمة الأعياد الرسمية الخاصة بالفرعون تحتمس الثالث المسجلة في معبد موت في الكرنك وجزيرة الفنتين في أسوان وقد قدس العرب هذا النجم قبل الإسلام واعتبروا ظهوره هو ميقات لبداية موسم الحج وقد ذكر في القرآن وأستمر الاحتفال بالعيد في المسيحية ثم حديثا بالدميرة لأنه ياتى ويدمر فى طريقه الكثير.
وثائق الفيضانات:
الوثائق المسجلة عن الفيضان تعود لأكثر من 6 آلاف سنة، وتشير الرسومات على جدران قبور الفراعنة إلي كيفية بذر الحبوب في الطمي أو الغرين، وهي المواد التي يحملها النيل في موسم الفيضان ليرسبها على الضفاف وفى الدلتا، ليكون الحصاد بعد شهرين فقط، ولك لشدة خصوبة الغرين واحتوائه العناصر العديدة المفيدة للأرض والتي تساعد على النمو السريع والمحصول الوفير للنبات، وعادة بذر الحبوب في الغرين بعد الفيضان ظلت مع الفلاح المصري آلافًا من السنين.
كما تدل الكتابات الهيروغليفية الفرعونية على أن الحكومات المصرية كانت توجه ماء الفيضان من حوض إلى حوض “ري الحياض ” ليصل الغرين إلى الأماكن البعيدة.
3,039