
من أكثر المعالم التاريخية جلبا للزوار من مختلف الفئات و الأعمار المحليين منهم و الأجانب في حركة سياحية دائمة هي حلبة مصارعة الثيران الواقعة بحي الأمير خالد أو ما يعرف عند العامة من الناس ” حي الطورو ” أي الثور .
هذه الحلبة الضاربة في عمق التاريخ الجزائري من حيث القدم و الهندسة و الأحداث و التظاهرات هي تحفة لا يمكن لزائر أو سائح أجنبي أو جزائري في خضم تواجده بمدينة وهران أن يستغني عن التمتع بزيارتها و الوقوف على معالمها الأثرية الناطقة بإسم حقبة تاريخية شهدت تظاهرات رياضية و ثقافية و فنية إبان الإستعمار الفرنسي كان أبطالها في الغالب المصارعون الإسبان الذين سعوا كمستوطنين لبناء الحلبة الأولى افريقيا و الوحيدة في الجزائر و الأكبر من حلبة برشلونة باسبانيا تزخر الى اليوم بحركية سياحية و ثقافية كبيرة توليها لها المؤسسة العمومية لحديقة التسلية وهران فما هي حلبة مصارعة الثيران ” لاكوريدا”
بنيت الحلبة سنة 1906 و فتحت أبوابها الى مصارعة الثيران سنة 1910 بطلب من المستوطنين الإسبان إبان فترة الإحتلال الفرنسي للجزائر مستقطبة بذلك أكبر أبطال و مشاهير لاكوريدا الى عام 1959 لتستقبل في عام 1960 أبطال التزحلق على الجليد مع فريق هوليداي وان أين في تظاهرة كبيرة عرفت بإسم الليالي الزرقاء كما عرفت بطولات في كرة القدم و المصارعة الحرة إضافة الى حفلات موسيقية لكبار الفنانين و عروض فنية مختلفة أخرى وبعد الاستقلال تعرضت الحلبة الى الإهمال و في سنة 1918 أعيد لها الاعتبار و أصبحت معلما تاريخيا و متحفا فنيا و ثقافيا هاما
فحلبة مصارعة الثيران بوهران تعد من أهم المعالم الكبيرة حيث تبلغ قدرة إستعابها الى 14000 متفرجا و في بداية إفتتاحها عملت بقدرة إستيعاب 4000 متفرجا ثم إرتفع الى 10000 سنة 1954 بعد عمليات التجديد التي مست مدرجاتها.
تتواجد حاليا بها محلات مهنية تضم الكثير من الحرفيين و الفنانين التشكيليين الذين يقدمون خدماتهم لغرض فني و هو ما جعل الإقبال على زيارة الحلبة يتضاعف بسبب بعض الفعاليات و المعارض التي تنظم من حين إلى أخر و للإشارة تتميز حلبة لاكوريدا ببناء هندسي فريد في افريقيا و يشبه حلبة نيم في فرنسا و موسياو ليكورون في إسبانيا و قد تم بناؤها بالحجارة التي جلبوها من ” كوشة الحجر ” ( رأس العين) وذلك لميزتها بجلب الهواء الطلق المنعش كما تتميز ساحتها بأحداث رجع الصوت من كل الجهات و تشع باحاتها و بهوها بالضوء كما ان مدرجاتها عبر طوابقها الثلاثة نوجد بها سلالم توصل الى أعلى الحلبة و تجعل الزائر يطل على مدينة وهران كمن يطل من أعلى برج و لا تزال أثار قرون الثيران وهي تنطح الأبواب بادية الى العيان كما عندما يفتح الحارس باب غرفة الثور و يذهب صوب حلبة المصارعة يراقبه من ثقب بالباب الذي ينغلق عليه فيتجه فقط الى ساحة الحلبة و هذه كلها دلالات على إتقان هندسة بناء فريد من نوعه علما بأن المؤسسة المشرفة عليه تضع في خدمة الزائر مرشدين ملمين بتاريخ الحلبة لشرحه له فلا يخرج إلا بفكرة شاملة عن هذا المعلم الأثري الكبير الذي يستحق كل الإشادة و الذي كان الوجهة الاولى للمشاركين في العاب البحر المتوسط و قامت بزيارته وقود من الرياضيين الأوربيين كالأسبان و البلغاريين و الفرنسيين و الايطاليين و في هذا الصيف تقوم عائلات بزيارته من مختلف ولايات الوطن و قد التقت صحيفة نبض العرب وهي في ضيافة الحرفية فاطمة ربيعي بمحلها عديد العائلات من ولايات بسكرة و البيض و تلمسان و الشلف و غيرها التي تجشمت عناء السفر من أجل زيارة وهران و حلبة مصارعة الثيران كمعلم تاريخي لابد من زيارته كجزء من برامج السياح المتوافدين بقوة هذا إذا لم نتحدث عن العائلات الوهرانية التي تفضل التوجه الى المعلم يوميا لعيش التاريخ الجزائري الحي .
414