
المملكة المغربية
لا حديث اليوم يشغل الساحة العربية والعالمية
إلا عن الغلاء بعدما كان ينحصر فقط عن الوباء. هذا الارتفاع الصاروخي عبر القارات أصبح مشتعل وملتهب بالزيادات المتتالية الواحدة تلو الأخرى في جميع المؤن والمواد الغذائية المستهلكة بشكل يومي والتي لا يمكن عدم اقتناءها أو الاستغناء عنها لأنها أساس التغدية الصحية وكل بيت في حاجة ماسة إليها ولا يوجد بديلا لتغييرها.
إنها فترات عصيبة
تزامنت وقائعها خلال هذه السنوات الأخيرة ابتداءا بوباء كورونا الذي حصد العديد من الأرواح والتي مازال العالم بأسره يتخبط في أزمة إقتصادية واجتماعية وسياسية من حدة وقعه وتداعياته التي خلفها وراءه والتي مازلت تهدد الحياة البشرية إلى يومنا هذا.
نعم! إنها نذوب مازالت لم تلتئم بعد ونفسية مريضة ومنحطة مازالت لم تشفى من أثر الصدمات التي تلقتها كل الشعوب بدون استثناء إثر الوباء الغادر الذي أتى على الأخضر واليابس وخلف وراءه أزمة وكارثة إنسانية على المستوى الاجتماعي والاقتصادي بحيث تم إغلاق العديد من المقاولات والمصانع والشركات الأمر الذي استدعى بطبيعة الحال تسريح وطرد العديد من الأجراء والمستخدمين وليس بزمن بعيد عن كل ماعشناه ومازلنا لم ننس ذكراه ونحن نداوي الجراح من جديد ونستعد لاستقبال يوم بزوغ فجر جميل وإلى العودة للحياة الطبيعية بعد اللقاح نتفاجأ بارتفاع مهول في التكلفة المعيشية وهذا ما زاد في الطين بلة وأصبح المواطن يعيش ويتخبط بين نارين الأولى أدت بهلاك العديد من الذين أصيبوا جراء وباء كورونا والنار الثانية أدت إلى استنزاف جيوب الطبقة الضعيفة والمتوسطة من شريحة المجتمع التي تعاني في صمت وترقب وتنظر بصبر الحلول الفورية والاستعجالية لوقف هذا النزيف الذي هب كالصاعقة على جميع القطاعات والصناعات وعلى الخصوص الحبوب المستوردة والمحروقات التي هي نبض المجتمع فبدونها لا يمكن السير قدما لأنها تلعب دورا محوريا في تسيير النشاط التجاري عبر الدول والمدن.
ان هذه الكارثة في زحف مستمر لذا على جميع الدول المتضررة البحث عن السبيل لحل هذه المعضلة في خلق مؤتمرات تشارك فيها كل دول العالم والمنظمات الإنسانية لدراسة هذه الأزمة والوصول لحلول من شأنها فك العزلة و إعادة فتح الحدود بين الدول التي تعرف النزاع فيما بينها و تخفيف قدر الإمكان من حدة هذه الحروب القائمة بالاتفاق على حل نهائي لوقف لهيب النيران الَمشتعلة أو على هدنة استثنائية رأفة ورحمة بالبشرية.
نعم ! بكل تفاؤل ويقين من رب العالمين سيتجاوز العالم هذه الأزمة كما تجاوز غيرها منيبين إلى الله رحمته الواسعة على الخلق والعباد رافعين أكفنا بالدعاء المستجاب بأن يرفع هذا الغلاء والوباء ويستبدل مكانه السلم والسلام والرخاء و ما علينا إلا أن نكثر من الاستغفار لأنه لا ملجأ ولا منجى ولا منجي من هذه الأزمة إلا هو رب العالمين الرحيم القادر الرحيم الحكيم.
وأخيرا نستشهد بهذه الآيات التي ترتاح لها النفوس وتطمئن لها القلوب فيما جاء عن ترغيب سيدنا نوح عليه السلام قومه بالاستغفار حتى تتنزل عليهم الخيرات ويبعد عنهم الكوارث والأزمات في قوله تعالى فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا سورة نوح
1,236