سيد 

لامعنى للشعر أن لم يتغن بالجزائر ولا معنى للرواية أن لم تخلد تاريخ الجزائر ولا معنى للنص أصلا إن لم يذكر بين ثناياه الجزائر.

صحيفة نبض العرب: كيف تقدم ( زليخة زلاقي ) نفسها للقارئ؟

زليخة هي قصيدة وكلمة كتبها القدر في سبتمبر أيلول بقرية ( الحامة) ولاية سطيف عشقت اللغة العربية حتى الهيام فاتخذت من حرفها لسانا ومن أدبها بيانا .

صحيفة نبض العرب: لكل شاعر طفولة عامرة بالحب و الشوق ، فما هي أبعاد طفولة الشاعرة وكيف التقت بكراسة الشعر ؟

أكيد لولا الحب والشوق لما نبغ شاعر ولَما أُلهم
كاتب وتلك الكلمات والخربشات والهمسات التي يكتبها الشاعر في طفولته هي كله الشاعري والأدبي …فحين ترى في قلمك وورقتك وكراستك الخاصة كنز لا يقدر بثمن وأنت الطفل فلن يستطيع أحد سلْبَك هيامك بالشعر والأدب…
وأكيد الخربشة الأولى لها وقعها ..أذكر يومها وفي سن الحادية عشرة قرأت قصيدة فدوى طوقان عن اليتيم
ونصوص مي زيادة تملكتني رغبة ملحة في إعادة صياغة ما كتب وبدأت المحاولات والمحاولات وكانت أول قصيدة كتبتها عن وفاة جدتي لأبي رحمها الله ….فكانت البداية والنهاية لا تزال تبحث عن نقطتها

صحيفة نبض العرب: الحب و الوطن و الإنسانية والشوق والحرمان هي مفردات الشاعر ….فما هي مفردات شعرك ؟

الشعر أو الأدب هو كل ما ذكرت لكن طبعا لكل كاتب قاموسه ومفرداته ..وأنا كثيرا ما أميل للجانب المتشائم لذلك تجدين كل كتاباتي بها صبغة حزينة وتجدين الآلام، الدموع، المشاعر الجياشة المعذبة، أما الوطن فهو البدء وهو الانتهاء بعد الله .. الشاعر الذي لا يسخر قلمه لوطنه بحب وبصدق وبإخلاص ليس شاعرا بالنسبة لي ..الشعر هو الجانب الجميل في الإنسان ..وليس هناك أجمل من الوطن
العرب والعروبة ..اعتز بعروبتي وبانتمائي العربي واحلم دائما بوحدة عربية أنشدها من خلال قصائدي وأدبي …

صحيفة نبض العرب: هل الغموض في القصيدة يؤدي إلى ابتعاد القراء عنها؟

سؤال جميل أتمنى فقط أن تصبري علي، أولا الشعر كُتِب َ ليُقرأ ولو تأملنا وقرأنا قصائد الأوائل لوجدنا أنها مفهومة لشعوبهم آنذاك حتى القصائد الجاهلية التي تمتاز بصعوبة الألفاظ على سبيل المثال قصائد عبيد بن الأبرص والاعشى وغيرهم كانت صعوبتها من صعوبة اللغة المستقاة من صعوبة البيئة والطبيعة فبدأ تأثير الطبيعة واضحا على قصائدهم لكنها ( القصائد) بدأت تتخلى عن الغموض بزوال مسبباته وتهذبت اللغة أيضا، وقصائد المتنبي وهو من هو، فيها من الصور والأخيلة ما فيها لكنها تصل بك للمعنى بسهولة وشعر البارودي وشوقي وإليليا وغيرهم قرأناها وحفظناها ولازلنا، أما اليوم الغموض والتماهي في القصيدة أرى أنها تضع حاجزا بين الشاعر والقارئ
الذي لجأ الى الشعر كملاذ يريح به روحه ووجدانه..فكيف نجعله يغرق في اللا معنى وهو الذي يريد الإنعناق من قيد الفكر العميق وهنا أجدني مجبرة للحديث عن الحداثة ، جميل أن نبتكر جميل أن نطور لكن الأجمل الا نقطع اي حلقة من عقد القصيدة العربية …الحداثة الأن وبما فيها من مصطلحات الغموص احدثت فجوى كبيرة في الأدب العربي لدرجة أنها صدرت لنا نوعا جديدا هشا من الأدب أو ما يعرف بالقصيدة النثرية وهذا خلط وعبث فالنثر ليس قصيدة وإن رصعوه بالغموض ووووو فالشعر شعر والنثر نثر.

صحيفة نبض العرب: القصيدة رسالة مفتوحة على العالم، وأنت تكتبين هل تفكرين في القارئ أو في نجاح قصيدتك ؟

حين أكتب لا أفكر بالقارئ ما يهمني هو جودة النص أو القصيدة من كل الجوانب اللغوية والفنية والبلاغية وأنا عن نفسي أركز على النحو فما يميز لغتنا الجميلة عن غيرها هو أسلوبها ونحوها وإعجازها اللغوي وطبعا إذا كانت القصيدة متماسكة بهذا الكل سيتلقاها القارئ وينبهر بها ولم لا يحفظها …ودائما ما أقول أن مطلع القصيدة هو بابها ومفتاحها متى كان قويا وجذابا كان الولوج بها لقلب القارئ سلسا وسهلا.

صحيفة نبض العرب: حدثينا قليلا عن إصداراتك وماهي مشاريعك المستقبلية؟

إصداراتي لي كتاب أو كتيب بعنوان ومضات في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم صادر عن دار الأمير للنشر التي أحييها من خلالكم وقد كان له الحظ أن كان في معرض سيلا الدولي ، ولي كتابان جامعان عن مجموعة ريمونارف ، الكتاب الأول بعنوان (عيون الشعر ) لي فيه حوالي 4 قصائد، وكتاب (ترحال بين دفتين) أشارك به بقصتي ( عبث الذكريات) والكتابان صادران عن دار الملتقى المصرية التي أشيد بها وهي والمجموعة الرائعة ريمونارف، والكتابان كان لهما الحظ في المشاركة في مهرجان القاهرة الدولي

صحيفة نبض العرب: ما رأيك في الأب ، مصر ، الوطن؟

# الأب ماذا أقول في أبي …كثيرا ما كتبت عنه أنه عصامي علمته الكتب أبي ( عمرالزدك) هو ملهمي وهو من علمني كيف أحب اللغة كان شغوفا بها لدرجة انه يحفظ نثرها على صعوبته ويدندن شعرها في عز ألمه فكيف برجل عشق اللغة العربية ألا يكون حنونا ..ألا يكون رائعا ..ألا يكون ملهما …أبي له الفضل فيم أنا عليه حتى وأنا في القسم بين تلاميذي أذكره حين كان يتناقش معي حول إعراب كلمة ما لا أستطيع ان أفي ابي حقه سوى ان اطلب منكم الدعاء له وأيضا شكره لأنه كان سببا في وجودي بينكم
مصر أو أم الدنيا كما أحب أن أسميها أنا لا ارى في مصر تلك الرقعة الجغرافية أني أراها بعدا حضاريا ثقافيا وصرحا فكريا لا يمكن لأي عربي أن يبخسه حقه فلا يمكن أن تكون شاعرا ولم تقرأ لشوقي والبارودي ولا يمكن أن تكون كاتبا ولم تقرأ للرافعي والمنفلوطي ولا يمكن أن تكون مصلحا ولم تقرأ لمحمد عبده ..وغيرهم وأيضا لمصر شيء مني فاسمي زليخة وهو أسم قبطي مصري …وهكذا أصبح من إسمي علي نصيب ….
الوطن إن قلت الوطن قلت أنا لا أجد لي وجودا بين الزمن ولا أكون الجزائر، الجزائر بتاريخها وشموخها وعروبتها وتمسكها بفلسطين وقضايا أمتها، الجزائر شرف ووسام على جبين كل الجزائريين فماذا لو كان الجزائري شاعرا …فلامعنى للشعر أن لم يتغن بالجزائر ولا معنى للرواية أن لم تخلد تاريخ الجزائر ولا معنى للنص أصلا إن لم يذكر بين ثناياه الجزائر.

صحيفة نبض العرب: رسالة للقارئ؟

#عليه ان يختار ما يقرأ وأن يعرف لمن يقرأ فالأدب هو ترجمان للحياة وأنه رسالة قيمة وهادفة فالقارئ جزء مهم من عملية الكتابة ولايمكنه أيضا أن يتخلى عن دوره الرقابي للكاتب، فمتى كان القارئ واعيا يكون الكاتب واع أيضا.
وأخيرا الشكر للجميلة وسيلة بوودن أتاحت لي بهذه الفسحة الرائعة على صحيفة نبض العرب الراقية وإلى الأمام.

حاورتها / وسيلة بوودن
الجزائـــــــــــــــر.

 2,017